في الذكرى الأولى لرحيل العراب.. رفيق الشباب يروي قصص الحب الفاشلة في حياة أحمد خالد توفيق

السلايدر, ثقافة , Comments Disabled

وصف الطبيب رائف وصفي، رفيق درب الدكتور أحمد خالد توفيق صديق فترة المراهقة بأنه حالم، خجول، هادئ، ولم يكن يومًا من النوع الاستعراضي، كانت حياته روتينية إلى أبعد حد تتخيله.

ويروي الدكتور وصفي في تصريحات صحفية البداية كانت في السنة الأولى بكلية الطب جامعة طنطا، عندما قابلني صديقي أبهج أديب وألح عليَّ بضرورة التعرف على صديق طفولته “أحمد” قال لي: “لازم تتعرف عليه، أنتوا ليكم نفس الاهتمامات والميول، فهو يكتب خواطر وقصص قصيرة، وأنت ترسم”.

من الوهلة الأولى، شعرت أن «أحمد» رفيقا لي، كنا متكاملين نشعر أننا نفكر بذات العقلية ونتحرك ذات الخطوات، كان دائما ما يكتب الخواطر والقصص القصيرة وكان يقرأها علينا ونبدي فيها آراءنا.

حب من طرف واحد

أما عن سنوات المراهقة فيما أفناها، يقول دكتور رائف صديق المرحلة الجامعية وما تلاها من سنوات طوال قضاها برفقة صديقه العراب: «كان محبا للجمال، يغدق مشاعره على الجميع، لكنه كان خجولا صامتا، كان يعجب بزميلات لنا في الكلية وخارجها، لكن لا يبتعد الأمر عن حب من طرف واحد، أغلب قصص إعجابه ببعضهن تبدأ وتنتهي بداخله، ثم تبدأ مرحلة تحويل تلك المشاعر إلى قصيدة شعر أو قصة قصيرة أي مثلما يفعل كل الفنانين، الخيال زادهم وطعامهم الذي ربما يفضلونه عن الواقع».

دراسته للطب لم تُبعده عن شغفه بالفنون سواء كانت سينما أو أدب أو ثقافة، ضحكته الهادئة وملامحه المصرية أهلت له شعبية وسط أقرانه داخل الجامعة: «وسط دفعته كان محبوبا مقدرا، كنت تجد في صالون بيته الواسع كل خميس ما لا يقل عن خمسين صديق معظمهم من دفعته وبعضهم أصدقائه من خارج دفعته أو من كليات أخرى يتناقشون في جميع مناحي الحياة من أدب وسينما وأحوال عامة»، يقول الطبيب رائف وصفي.

دراسة الطب

الأدب فضلوه عن العلم، تلك الجملة تصلح عنوانا لتاريخ العراب، إذ إنه بعد الانتهاء من دراسة الطب أراد أن يعمل فيها إلا أنه سرعان ما شعر أنه لن يستطيع الابتعاد عن الأدب والانشغال عنه: «بعد انتهاء الدراسة أراد أن يصبح طبيبا يعمل في عيادته الخاصة، وبالفعل اشترك في عيادة مع أحد الزملاء، لكن انشغاله الأدبي الفني لم يكن يقبل أن يزاحمه أي نشاط آخر فأغلقها».

كان مثله مثل الجميع، يخشى الهزيمة والفشل، عندما أراد أن ينشر قصصه التي كتبها لسنوات واستمرت حبيسة أدراج مكتبه، ويلقيها عندما تحين له الفرصة على أسماع أصدقائه، ذهب إلى دار نشر حمدي مصطفى: «حين تقدم بمشروع أول كتاب في سلسلة ما وراء الطبيعة لدار نشر حمدي مصطفى في أوائل التسعينيات جاعلا هذا سرا حتى علينا تحسبا لأي شيء ممكن يجهض المشروع، كان حساسا للغاية ومن الممكن أن تعكر صفوه كلمة جارحة من أحد».

رأيه في كرة القدم

أحمد خالد توفيق، بعيدًا عن الأديب والكاتب صاحب الشهرة الواسعة لم يكن شخصا نرجسيا أو متعاليا، لم يجد فرحته وسعادته إلا في نظرة تقدير من قراءة، يتشارك معهم متعهم الخاصة، لم يكن ضمن الأجيال التي تربت على عشق كرة القدم، إلا أنه كان معتادا على مشاهدة مباريات كأس العالم وتمثلت وجهة نظره في أن كأس العالم ليس مجرد كرة قدم بل عملا فنيا متكاملا.

 

كان معبأ بالأحلام، يحمل فوق عاتقه سنوات من الشغف والقراءة والحب المنقطع النظير لكل ما هو يصنع عوالم أخرى، يقول رائف وصفي: «الأحلام والأماني العريضة – كافح وسعى لتحقيقها – الوصول إلى بعض الأهداف والرضا بذلك لكن مع عكننة مرض ضغط الدم المزمن الذي تفاقم فأفسد القلب تمامًا مما ألقى هذا بظلاله السوداء على حياته النفسية».

 

حسب رفيق رحلة العمر، أسوأ فترات حياة العراب كانت هزيمة المرض له: «لم يكن هناك أسوأ من شعوره أن المرض هزمه، وخذله قلبه، بينما هو في قمة عطائه وقد لاح حلم تحويل أعماله للسينما في الأفق».


بحث

ADS

تابعنا

ADS