اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، المعروفة اختصار بـ”إف دي إيه”، عقارا جديدا يهدف إلى تعزيز الرغبة الجنسية لدى النساء، وذلك في 21 من يونيو الماضي.
ويستهدف العقار النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، اللائي يعانين من حالة تعرف باسم اضطراب فتور الرغبة الجنسية، المعروف اختصارا بـ (HSDD).
ويصف الأطباء الحالة بأنها نقص مستمر في الاهتمام بالنشاط الجنسي، ويقدر أنها تؤثر على ما بين 6 و10 في المئة من النساء في سن الإنجاب في الولايات المتحدة.
ويُسوق العقار، واسمه العلمي بريميلانوتيد، تحت الاسم التجاري “فايليسي”، وهذه هي المرة الثانية التي تحاول فيها شركات الأدوية إنتاج “فياغرا نسائية”.
لكن موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أثارت جدلا. فهل عقار فايليسي فعال حقا؟ وما هي المخاوف الصحية المرتبطة به؟
وفقا لدراسة أجريت عام 2016، يصيب اضطراب فتور الرغبة الجنسية امرأة من بين كل 10 نساء أميريكيات، وكثيرات منهن لا يسعين للعلاج على الإطلاق.
يقول ويليام هايدن، مدير تنفيذي في شركة أماغ للأدوية: “العديد من هؤلاء النساء يعانين في صمت، ما يعني أنه لا يوجد بالفعل سوق لهذا المنتج”.
لكن مراقبين في مجال صناعة الأدوية يقدرون أن عقار فايليسي قد يحقق مبيعات سنوية تصل إلى مليار دولار.
وتقول شركة بلومبرغ إنتليجنس للاستشارات إن وصفات عقار “آدي “في الولايات المتحدة زادت بأكثر من 400 في المئة في مايو الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وبلغ إجمالي عدد مرات وصفها للمرضى من جانب أطباء نحو 3000 مرة.
وتقول شركة أماغ إن معظم الآثار الجانبية، المسجلة أثناء التجارب، كانت تتراوح بين الغثيان المعتدل إلى الشديد، لدى حوالي 40 في المئة من المستخدمات، كما شملت الآثار الجانبية الأخرى المبلغ عنها أيضا الهّبات الساخنة، والصداع.
وأشادت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بالدواء الجديد، “لتوفيره خيارا علاجيا لحالة اضطراب فتور الرغبة الجنسية”.
وقالت الهيئة: “هناك نساء ضعفت لديهن الرغبة الجنسية دون سبب معروف، الأمر الذي قد يكون محزنا. الآن يمكنهن الاستفادة من علاج دوائي آمن وفعال. موافقة اليوم توفر للنساء خيارا علاجيا إضافيا لهذه المشكلة”.
لكن هيئة الغذاء ذكرت أيضا أنه ليس من الواضح كيف يتفاعل عقار فايليسي في الدماغ، للتأثير على الرغبة الجنسية أو القلق.
وهناك نقاش واسع حول تلك الأدوية باعتبارها أفضل طريقة للتعامل مع ضعف الرغبة الجنسية، إذ قال خبراء طبيون إن هذه الحالة قد تكون مرتبطة بعوامل أخرى خارجية ونفسية.