انطلقت في الولايات المتحدة أولى جلسات الاستماع الخاصة بالتحقيق في قضية عزل الرئيس دونالد ترامب الذي يواجه اتهامات بالضغط على القيادة الأوكرانية من أجل مصلحة سياسية شخصية.
وقال رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، في افتتاح الجلسة، أمس الأربعاء، إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي كان “شخصية جديدة في السياسة ومنذ أول بداية كان يسعى لإقامة علاقة مع أقوى شريك لأوكرانيا”.
وتابع قائلا، إن التحقيق الحالي يهدف لمعرفة ما إذا كان ترامب يسعى لاستغلال “نقطة الضعف” الأوكرانية هذه، وما إذا كان يشترط مساعدة أوكرانيا له في حملته الانتخابية من خلال فتح تحقيقات سياسية لتقديم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وكذلك لمعرفة هل يمكن أن يبقى في منصب الرئيس في حال ارتكب هذه التجاوزات.
وخلال الاستماع إلى إفادات شهود العيان، قال القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى أوكرانيا، ويليام تايلور، إنه يعتبر طرق صياغة السياسات الأمريكية تجاه أوكرانيا مضللة وغير طبيعية، موضحا أنه “تبين أن هناك قناتين لصياغة السياسات الأمريكية وتطبيقها، إحداهما عادية والثانية مخالفة للقواعد إلى حد كبير”. وكشف تايلور عن بعض التفاصيل الجديدة المتعلقة بالقضية. وقال إن أحد موظفيه، الذي رافق السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند خلال زيارته لأوكرانيا، أبلغه بأن سوندلاند اتصل هاتفيا بالرئيس ترامب، وأن الرئيس سأله عن “التحقيقات” وأن سوندلاند أكد له استعداد الأوكرانيين للمضي قدما فيها. وحسب إفادة تايلور، فإنه عندما سأل الموظف السفير سوندلاند ماذا يفكر ترامب في أوكرانيا، رد السفير أن ترامب يهتم بالتحقيقات مع بايدن أكثر مما يهتم بأوكرانيا.
وأكد تايلور، أنه، حسب تصوراته، تم تجميد حزمة مساعدات بقيمة 391 مليون دولار لأوكرانيا للضغط عليها حتى ترضخ لرغبة ترامب بالتحقيق مع بايدن. بدوره، صرح نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية والأوراسية جورج كينت، بأنه “لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تطلب من دول أخرى إطلاق تحقيقات انتقائية ذات خلفيات سياسية مع المنافسين”، مضيفا أن مثل هذه الأعمال “تقوض سيادة القانون”. وأعرب كينت عن قلقه إزاء جهود محامي ترامب، رودي جولياني، لممارسة الضغط على أوكرانيا، واتهمه بإطلاق “حملة أكاذيب” ضد السفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش التي تمت إقالتها من منصبها في مايو الماضي.
من جانبه، انتقد كبير الجمهوريين في اللجنة، النائب ديفين نونيس، التحقيقات في هذا الملف، واصفا جلسة الاستماع بأنها “مسرحية متلفزة نظمها الديمقراطيون”، وطرح تساؤلات بشأن مدى التنسيق بين الديمقراطيين ومسرب المعلومات، ومدى التدخل الأوكراني في الانتخابات ضد حملة ترامب، وأسباب توظيف شركة “بوريسما” لهانتر بايدن، نجل منافس ترامب الديمقراطي جو بايدن. وأشار إلى أنه يجب الإجابة عن تلك التساؤلات قبل إجراء أي جلسات استماع.
وتعليقا على التحقيق الذي أطلقه الديمقراطيون في الضغوطات المحتملة لترامب على أوكرانيا، قالت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، في تغريدة على “تويتر” إن “هذا الاستماع الزائف ليس مملا فحسب، بل ويعتبر إهدارا كبيرا لأموال دافعي الضرائب”.
من جانبه، صرح الرئيس دونالد ترامب خلال لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في واشنطن، اليوم الأربعاء، بأنه لا يتابع جلسة الاستماع لأنه “مشغول جدا”، ووصف التحقيق معه بأنه “مطاردة الساحرات”.
ومن المتوقع أن تستمر الجلسات خلال الأيام القادمة. ويسعى فريق التحقيق في مجلس النواب الأمريكي للاستماع إلى شهادة الموظف في السفارة الأمريكية لدى أوكرانيا ديفيد هولمز يوم 15 نوفمبر، والموظف في مكتب شؤون الميزانية مارك ساندي يوم 16 نوفمبر، وذلك في جلسات مغلقة.