كيف تقوم الحائض ليلة القدر ؟ .. إن الله تعالى يكتب ثواب الأعمال التي يعزم المرء على القيام بها ثمّ منعه مانعٌ عن أدائها، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ بِصِدقٍ من قلبِهِ، بلَّغَهُ اللَّهُ مَنازلَ الشُّهداءِ، وإن ماتَ على فراشِهِ)، فإن كانت لدى المرأة نيّةٌ وعزيمةٌ صادقةٌ على العمل الصالح في رمضان لن يضيّعها الله.
والمرأة الحائض تمنع من الصلاة والصيام ودخول المسجد، ولكنّ هناك العديد من الأعمال التي باستطاعتها أن تقوم بها؛ فتستطيع الحائض ذكر الله بالتسبيح، والتهليل، والحمد، والتكبير، وتستطيع الدعاء لله، ومن الدعاء في رمضان قول: (اللهم إنّك عفوٌ تحبّ العفو فاعف عنّي)، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي)، وتجوز لها قراءة القرآن الكريم على مذهب الإمام مالك، وهو ما اختاره جماعةٌ من العلماء؛ كابن تيمية، على ألّا تمسّه إلّا بحائلٍ، كأن تلبس قفّازاتٍ أو أن تقرأه من الأجهزة الإلكترونيّة أو من مصاحفٍ تحتوي على تفسيرٍ لآيات القرآن الكريم.
كيف تقوم الحائض ليلة القدر ؟ .. ويمكن للحائض أيضًا قراءة الكتب النافعة والتي تعمل على زيادة العلم والإيمان وخصوصًا الكتب الدينيّة، كما أن بإمكانها أداء الصدقة أو صلة الأرحام أو زيارة المرضى، وتحضير طعام الإفطار للصائمين، والاستعداد للعيد بتحضير أمورٍ جالبةٍ للفرح واحتساب الأجر في كلّ ذلك، وبإمكانها الإكثار من التوبة والاستغفار والندم على السيّئات، ولا يجوز للمرأة الحائض أن تتكلّف بأن تصوم أو تصلّي؛ فذلك منهيٌّ عنه ويعتبر من الإحداث في الدين؛ لأنّه مخالفٌ لسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلتعزم المرأة ولتجتهد.