أثارت الإجراءات الاحترازاية التي قامت بها المملكة العربية السعودية هذا العام بشأن الحج مشاعر الألم لدى كثير من المسلمين الذين ينتظرون أداء ركن الإسلام الخامس وحج البيت والقدوم إليه من كل فج عميق.
واستعرض الباحث في التاريخ، عمر ذيبان، الأعوام التي لم تشهد الحج لأسباب مختلفة، سواء لظروف جوية أو لانتشار أمراض وأوبئة في عدد من بقاع العالم.
وأوضح خلال حديث لقناة “روتانا خليجية”، أنه منذ عهد آدم عليه السلام وحتى ظهور الإسلام، لم يقم الحج في بعض سنوات، كان أبرزها عندما حدث الطوفان الكبير في عهد نبي الله نوح.
وأشار الذيبان إلى أن أول حـادثة تسببت في عدم اكتمال الحج بالعهد الإسلامي، كانت لأحد الخوارج، ويُدعى أبو حمزة المختار بن عوف الخارجي، عام 129 هـ، حيث احتل الخوارج مكة المكرمة وقتـلوا عدداً من الحجاج ثم توجهوا إلى المدينة المنورة، ما أدى إلى توقف الحج.
وأضاف أنه بعد ذلك أتى عصر القرامطة، والذي شهد توقف الحج لأكثر من عام؛ بسبب غزوهم المستمر للكعبة، كان أبرزها سرقتهم للحجر الأسود عام 317 هـ، ثم توقف الحج أيضًا عام 357هـ بسبب انتشار مرض – اعتقد مؤرخون أنه الطاعون – تسبب في وفاة ألف حاج يوميًا خلال ذلك العام، كما توقف الحج أيضًا عام 417 هـ ولم يتمكن الحجاج القادمون من بعض المواقع من التوجه إلى مكة.
وتوقف الحج عام 1230 هـ بسبب انتشار الطاعون، وبسبب وفاة المئات من الحجاج بمكة خلال هذا العام، كما لم يقَم الحج في عام 1264 هـ بسبب انتشار الكوليرا في الهند. وأبان الباحث في التاريخ أن الأحداث السياسية كان لها أيضًا دور في إلغاء الحج خلال بعض الأعوام، منها عام 492 هـ بسبب الاضطرابات السياسية التي مرّت بالعالم الإسلامي قبل استيلاء الصليبيين على القدس، كما تسبب قاطعو الطرق في إلغاء الحج عام 403 هـ، كما تسببت الحملة الفرنسية في الشرق الأوسط في منع الحجاج من مصر والجزائر عام 1213 هـ. وذكر أن الحج لم يقَم أيضًا عام 1344 هـ بسبب الهجوم على كسوة الكعبة التي كانت تأتي من مصر، كما منعت السلطات الفرنسية في ذلك الوقت مرور السفن الناقلة للحجاج إلى مكة.