تعرفت لياى من خلال الفيس بوك على شاب هوايته خداع الفتيات ولأن ليلى تعيش بدون رقابة من والديها المشغولين عنها دائماً بأعمالهم، لبت دعوة هذا الشاب، وذهبت إلى محطة القطار لزيارة أمه المريضة في محافظة بعيدة، وذلك بعد أن أقنعها أن أمه تريد رُؤيتها للموافقة على زواجه منها.
ركبت ليلى القطار بجوار هذا الشاب المُخادع، وبالصدفة كان يجلس بالمقعد الذي أمامها شقيقان مُلتزمين يعرفان هذا الشاب ومن نفس مدينته، إرتبك الشاب من نظرات الشقيقين لهما، وأخذ يتذكر متى وأين رأى هذين الوجهين، كما ارتبكت ليلى أيضاً بسبب تركيز نظرات الشقيقين عليها، وبعد قليل تحدث الشاب وقال لليلى، ستفرح أمي كثيراً برؤيتك، وسوف يعجبك بيتنا كثيراً، وسوف نتزوج بعد شهر واحد من الأن.
ثم استأذن الشاب من ليلى وأخبرها أنه سوف يسلم على صديق له في عربة أخرى من القطار، وفي الحقيقة أنه ذهب ليدخن بعض السجائر حتى لا تكتشف كذبه عليها، لأنه أخبرها أنه من الأتقياء الأسوياء.
هل ستلحق ليلى نفسها من الوقوع في الخطيئة مع هذا الشاب ؟
في هذه اللحظة تحدث الشقيق الأكبر وقال لليلى أسف لتدخلي أختي الكريمة ولكن يبدو على ملامحك الطيبة وسلامة النية، هذا الشاب الذي كان يجلس بجوارك هو جارنا وأمه توفيت منذ عدة سنوات وليس له بيت، فقد باع البيت الذي ورثه عن أبيه وصرف ثمنه على المخدرات والنساء.
وهواياته الآن هي الإيقاع بالفتيات الطيبين أمثالك، ولأن الله يحبك فقد أرسلنا لنجلس أمامك وننقذك من هذا الخبيث، ونتمنى من الله أن يكون هذا اليوم بداية جديدة في حياتك تلتزمين فيها بطاعة الله وتنفيذ أوامره.
أصيبت ليلى بالذهول ثم بكت وقالت أصدق كل كلامك، فلقد أخبرتني صديقة لي بكل ما قلته منذ أيام، ولكنني ظننت أنها تكذب علي لكي تفوز به، وأقسم لم بأني صليت الفجر اليوم ودعوت الله قبل أن أغادر البيت أن يحفظني بحفظه.
تابعت ليلى الحمد لله لقد استجاب الله لدعائي بلقائكم اليوم، إنه ترتيب الله الذي أمهلني رغم غفلتي وذنوبي ومن الآن توبت إليه ولن أعصيه أبداً.
ومع أول محطة وقف فيها القطار غادرته ليلى قبل أن يعود إليها الشاب وقد أوصلها الشقيقين إلى القطار المُقابل، وعادت إلى بيتها تشكر الله الذي أنقذها في الوقت المناسب، وتدعو الله أن يهدي والديها اللذان ساعداها بعدم الاهتمام بها ومراقبة تصرفاتها للوقوع في الخطاً حتى كادت أن تكون ضحية لذئب من ذئاب البشر.