يعتقد الأطباء أن سبب تدهور بعض حالات مرض ألزهايمر ينتج عن كثرة المفاهيم الخاطئة عن المرض، والتي تمنع تشخيصه في بدايته، خاصة أنه الأكثر انتشارا للخرف في العالم، حيث يؤدي إلى 60-80% من اضطرابات الذاكرة.
وتقول رئيسة قسم أمراض الأعصاب والشيخوخة والاضطرابات الإدراكية في مركز بيروغوف العلمي، الدكتورة إيلين ميختريان، إن هناك اعتقادات متعددة يخطئ الناس باعتمادها عن المرض ومنها:
– مرض ألزهايمر هو مصير كبار السن
هذا مفهوم خاطئ. صحيح أن ألزهايمر مرتبط بعمر الإنسان، وكلما تقدم بالعمر زاد احتمال إصابته بالمرض. إلا أن 5% فقط من المصابين بهذا المرض أعمارهم تتراوح بين 65 و70 سنة، ولكن هذه النسبة ترتفع إلى 45-50% بين الذين تزيد أعمارهم على 90 سنة.
ولكن، قد يبدأ هذا المرض في عمر 53-54 سنة، حتى أن هناك حالات سجلت لأشخاص في الثلاثينيات من العمر. وفي هذه الحالة تتطور اضطرابات الذاكرة بصورة أسرع منها عند الإصابة في عمر متقدم.
– ألزهايمر ينتقل وراثيا
وهذا اعتقاد لا يصح، لأن نسبة انتقال المرض وراثيا لا تتجاوز 10%، في حين تتطور 90% من الحالات تدريجيا.
لا صحة لتطور المرض بسرعة، وأن المصاب لا يتمكن من التعرف على المقربين منه. لأن هذه العلامات قد تظهر في المراحل المتقدمة من المرض، وأولى العلامات تكون عادة اضطراب تذكر المصاب للأحداث الحالية، مع تذكره جميع الأحداث التي مرت به في الماضي البعيد. هذا الأمر يجعلنا نعتقد بأن كل شيء على ما يرام وأن ذاكرته طبيعية. إضافة لهذا، قد يضطرب نوم المصاب، ويصاب بالكآبة، يليه اضطراب في السلوك مثل العدوانية وأفكار وهمية وجمع أشياء لا حاجة لها والاحتفاظ بها.
– لا يوجد تشخيص موضوعي للمرض
وهذا خطأ شائع. فالتشخيص الأساس للمرض هو الاختبار العصبي-النفسي، حيث يطلب الأخصائي من الشخص تنفيذ عدد من المهام، مثل ذكر تاريخ اليوم والشهر والسنة، طرح رقم من آخر، رسم بعض الأشياء والأجسام الهندسية، وتذكر وإعادة كلمات معينة.. ومن ثم التصوير المقطعي للدماغ الذي يلعب دورا مساعدا في تشخيص المرض.
بالطبع هناك دراسات خاصة، مثل التصوير المقطعي البوزيتروني، وأخذ عينات من النخاع الشوكي (وجود بيتا أميلويد دليل على الإصابة بالمرض). وهذه الدراسات حاليا تجرى لأغراض البحث العلمي فقط.
– المرض لا يسبب الموت
مع انعدام علاج جذري، لا يتجاوز معدل حياة المصابين سبع سنوات، لأن خلايا الدماغ تموت تدريجيا. كما أن المصابين بالمرض في مرحلته المتقدمة لا يمكنهم حتى مغادرة الفراش من دون مساعدة شخص آخر. وتحتل نسبة الوفيات بهذا المرض المرتبة الثالثة بعد السكتة القلبية والجلطة الدماغية.
– المرض غير قابل للعلاج
بتشخيص المرض في الوقت المناسب واستخدام الأدوية اللازمة يمكن إبطاء تطوره، وإطالة عمر المصاب وتحسين حياته.