شهدت إسرائيل فجر الجمعة، مقتل ما لا يقل عن 44 شخصا وإصابة 150 آخرين، معظمهم من أبناء الطائفة الحريدية.
وحدث التدافع عندما احتشد عشرات الآلاف من اليهود عند قبر الحاخام شمعون بار يوشاي لاحتفال لاك بوعومر السنوي الديني الذي يشمل الصلاة طوال الليل والأغاني والرقص.
ويعتبر هذا الضريح الواقع على جبل ميرون، من أقدس الأماكن في العالم اليهودي، وهو موقع مزار سنوي.
מירון,רגעים לאחר האירוע👇 pic.twitter.com/Bhg0j1aQJF
— Real News IL (@RealNewsIL) April 29, 2021
ووفق تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست”، فإن معظم القتلى والمصابين في حادثة التدافع هم من طائفة “تولدوت أهارون” الحريدية، والتي تعد وفقا للصحيفة الإسرائيلية من أكثر الجماعات انعزالية وتنظيما وتماسكا بين الطوائف التي تشكل المجتمع الحريدي في إسرائيل.
وبحسب “جيروزاليم بوست”، فقد تأسست الطائفة الحريدية من قبل الحاخام أهارون روث في عام 1928 بألمانيا.
وفي عام 1942، وقبل وقت قصير من غزو ألمانيا للمجر، فرّ روث وأتباعه من أوروبا إلى فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني.
פצועים מפונים מהמקום pic.twitter.com/OmQu2YhSVv
— משה ויסברג (@moshe_nayes) April 29, 2021
ويعيش أفراد طائفة “تولدوت أهارون” الحريدية اليوم في قلب القدس، منعزلين عما يصفونه بـ”العلمانية” المحيطة بهم.
وبدأ الحاخام أهارون الذي توفي عام 1947، تقليدا مستمر حتى يومنا هذا، ويتمثل بأن يوقع كل ذكر من أفراد الطائفة عقدا يلزمه هو وعائلته بالالتزام بتعاليم “تولدوت أهارون” الصارمة.
وتشمل التعاليم الملابس والتعاملات وحتى كيف يقضي أفراد الطائفة أوقات فراغهم، كما يؤمن هؤلاء بأن العالم خارج “تولدوت أهارون”، مظلم وشرير.
ولا يرى أعضاء طائفة “تولدوت أهارون” أنفسهم كأفراد، وإنما كيانا عضويا واحدا، لا يسمح بتدخل الغرباء في قضايا مجتمعهم.
ولا تعمل الغالبية العظمى من أبناء الطائفة إلا في المهن الدينية التي لا تكفي حاجاتهم المعيشية، وهم يعتمدون على تمويل حكومي لمدارسهم المستقلة، وتمويل حكومي لشبابهم الذين يدرسون في الكليات الدينية.
وتعتمد الطائفة محاكم خاصة بشؤون العائلة، كما يطبقون تعاليم دينية خاصة بهم، مثل منع السفر والعمل أيام السبت.
לכבוד התנא: עשרות אלפים בהדלקה המרכזית של תולדות אהרן שמרעידה את הההר מצד לצד pic.twitter.com/b2pMQsXv1z
— משה ויסברג (@moshe_nayes) April 29, 2021
وحسبما ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل”، فإن سبب الحادث يعود إلى انزلاق عدد من الأفراد من المشاركين في الاحتفال عند الممر الخاص بالخروج من الموقع الديني، الأمر الذي أدى إلى تدافع وعمليات سحق قاتلة.
ونقل الموقع عن شهود عيان قولهم، إن حوالي 20 ألفا انطلقوا للنزول عبر ممر ضيق أرضيته ملساء، وهو ما تسبب في انزلاق بعض الأفراد على الأرض، ومن ثم حدث تدافع كبير، وسحق لكثيرين، بحسب ما نقل “تايمز أو إسرائيل”.
وقال أحد الناجين للموقع الإسرائيلي: “كنا في طريقنا لرؤية النار المشتعلة، وفجأة كانت هناك موجة بشرية أمامنا، فجرفت أجسادنا، وشاهدت أشخاصا يسحقون تحت الأقدام، وآخرين يرمون بعيدا عن الممر”.