سراج منير .. قتله فيلم وانتهت حياة زوجته بمأساة التشريد و”التجريس “

السلايدر, فن , Comments Disabled

“معلهش يا زهر” قد لا تنطبق هذه الجملة على أحد من الممثلين مثل انطباقها على الفنان سراج المنير الذي أرته الدنيا من العجائب ما بين صعود وهبوط ولعب القدر لعبته معه حتى كانت قصة تروى.

الفنان الراحل سراج منير؛ وكان والده الذي يُدعي عبد الوهاب بك حسن؛ يعمل مديرا للتعليم في وزارة المعارف، ويعتبر من عائلة فنية لحد بعيد إذ أن أخوته هما المخرجان السينمائيان حسن وفطين عبد الوهاب، وزوجته هي الممثلة ميمي شكيب، وارتبط بها شريكةً لحياته من عام 1942 حتى وفاته عام 1957.

لقد حصل سراج منير على قدر هائل من التعلم بدأه من الدراسة في المدرسة الخديوية، وكان عضواً بفريق التمثيل بها، وذلك على إثر حادثة طريفة، عام 1922، حين دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحد الزملاء، ولدى وصوله المنزل المقصود فوجئ بأن السهرة عبارة عن مسرح نُصب في حوش المنزل، والحاضرين يشتركون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد، ومن هنا وُلدت داخله هواية التمثيل.

وُلِد في يوم 15 يوليو عام 1904؛ والذي يعتبر أحد أباطرة فن التمثيل في مصر والوطن العربي، والقاسم المشترك في عدد كبير من أفلام فترة الأربعينيات والخمسينيات، ويرصد التقرير التالي معلومات عن الفنان سراج منير الذي طالما أمتعنا بأدوراه الفنية البارزة.

سراج منير هو شقيق المخرج فطين عبدالوهاب والمخرج حسن عبدالوهاب، وكان والدهما يشغل منصب مدير التعليم بوزارة المعارف، وكان عضوًا في فريق التمثيل خلال فترات الدراسة حتى المرحلة الثانوية، وبعدها سافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.

وأثناء تواجدن خارج الديار المصرية بالمانيا، وقع في غرام السينما، وشارك في عدد من الأفلام الصامتة هناك، لكنه عاد إلى مصر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية والتي كانت ألمانيا محور الأحداث فيها.

أثناء تواجده في المانيا؛ تعرف على المخرج محمد كريم، وانضم بعد ذلك للعمل في فرقة الفنان يوسف وهبي بعد عودته لمصر، كما عمل مع فرقة الفنان نجيب الريحاني المسرحية، ومن أشهر أفلامه “الشاطر حسن، أمير الانتقام، ليلة الحنة، لحن الخلود، سيدة القطار”.

لقد قدم فيلم “عنتر بن شداد” قبل أن يعيد الراحل فريد شوقي تمثيله في نسخة جديدة، وقد شارك خلال مسيرته في 138 عملًا فنيًا بين السينما والمسرح، وأخرج 5 مسرحيات كان آخرها “اللي يعيش يا ما يشوف” في سنة 1956.

ونسرد إليكم المأساة التي تعرض لها الفنان سراج منير من خلال فيلم “حكم قراقوش”؛ حينما قرر أن يخوض تجربة الانتاج السينمائي، وهذا الفيلم هو تجربته الوحيدة في اﻹنتاج، والذي تسبب في خسارة فادحة له، ما دفعه لرهن الفيلا التي كان يعيش فيها مع زوجته الفنانة الراحلة ميمي شكيب.

بلغت تكلفة الفيلم قرابة 40 ألف جنيه، وهو أضخم إنتاج في تاريخ السينما وقتها، وأصيب منير بعدها بذبحة صدرية نتيجة عدم تحقيق الفيلم إيرادات تغطي ميزانيته.

تعرف على ميمي شكيب في فيلم “ابن الشعب” عام 1934 وارتبط بها وأحبها، واعترضت أسرته على زواجه بها لأنها مطلقة، ولديها ابن من طليقها، فتعطل مشروع زواجهما.

وبعد عدة سنوات انضم سراج منير لفرقة نجيب الريحاني المسرحية، ليلتقي مرة أخرى بميمي، ويتجدد حبهما، ويتدخل نجيب الريحاني لدى الأسرتين ليقنعهما بزواج الحبيبين، وتم الزواج بينهما بالفعل، وتوفى سراج منير أثناء نومه يوم 13 سبتمبر 1957.

تزوج الفنان سراج منير من الفنانة ميمي شكيب من، بعد أن تدخل الفنان نجيب الريحاني وأقنع أسرتها التي كانت رافضة بشدة لهذا الزواج، واستطاعت ميمي شكيب أن تقدم أدوارًا متنوعة خلال الأعمال التي شاركت فيها فتارة نراها السيدة الأرستقراطية، والزوجة المتسلطة، والعالمة، والمعلمة، والفلاحة، وغيرها من الأدوار التي تركت بصمات مؤثرة في السينما والمسرح.

من أبرز أعمالها المسرحية والسينمائية: “حكم قراقوش و30 يوم في السجن، ولزقة إنجليزي وياما كان في نفسي وحسن ومرقص وكوهين، والستات ميعرفوش يكدبوا، والطرطور،عش الغرام، وبيومي أفندي، وشاطئ الغرام، والقلب له أحكام، وحبيب الروح، وحميدو، ودهب، والحموات الفاتنات، وإحنا التلامذة، والبحث عن فضيحة”، إلى جانب فيلم دعاء الكروان ، الذي يُعد أحد أهم أعمالها السينمائية ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة دور ثان.

قدما معاً العديد من الأفلام منها:” “الحل الأخير” عام 1937 و”بيومى أفندى” عام 1949 و”نشالة هانم” عام 1953 و”ابن ذوات” و”كلمة الحق” عام 1953.

بدأ نجم ميمي شكيب في الانطفاء بعد وفاة زوجها سراج منير ، التي كانت بمثابة الصدمة، فعاشت أيامًا عصيبة، وفضلت حياة الوحدة والسكون وباتت تكره كل شيء ولا تفكر في مستقبلها.

وخلال حقبة السبعينيات، تعرضت ميمي شكيب لواقعة كانت القشة التي قصمت مشوارها الفني بل حياتها كلها، عقب القبض عليها في قضية الدعارة المعروفة باسم قضية ” الرقيق الأبيض “، والتي رغم تبرئتها منها إلا أن آثار القضية ظلت تلاحقها في عملها وحياتها الشخصية، مما أجبرها على الابتعاد عن الأضواء فترة طويلة لتعش بعد ذلك حياة بائسة.

وعبرما قضته من وقت داخل السجن، أصيبت بالصمم والبكم، لبكائها المستمر.. وبعد خروجها من القضية لعدم كفاية الأدلة ابتعد عنها المخرجون وتهرب منها الفنانون، فظهرت في أعمال فنية لا تليق بتاريخها، آخرها “السلخانة”، عام 1982.

وفي نهاية مأساوية فوجئ جمهورها في 20 مايو عام 1983بخبر وفاتها – وقيل مقتلها – حيث وقعت من “شرفة” بلكونة منزلها، ويموت سر وفاتها معها ليبقى هو الآخر لغزا من ألغاز النهايات المأساوية لنجوم الفن.

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS