إشاعة حب | فيلم كوميدي بنجوم تراجيديين .. والظهور الأول لأمينة تحيمر

السلايدر, فن , Comments Disabled

فيلم إشاعة حب أحد أيقونات السينما المصرية الكوميدية، التى تزداد جمالا مع مرور الوقت، رغم أن كل أبطاله ليس لهم علاقة بالكوميديا، وكانوا يجسدونها لأول مرة باستثناء طبعا النجم الكبير “يوسف وهبي” الذي صال وجال فى هذا الفيلم وقدم أدائا كوميديا رائعا، وتفوق على كل العاملين معه.

 

تدور أحداث الفيلم الذي عرض في مثل هذا اليوم سنة 1960حول “حسين” الذي يجسده “عمر الشريف” الشاب الخجول المرتبك الغارق في حب ابنة عمه “سميحة” التى تجسدها “سعاد حسني”، في الوقت الذي لا تعيره هى اهتماما، وتحب ابن خالتها “لوسي” الشاب الذي يجيد الرقص والغناء، ولكن عم حسين “عبد القادر النشاشجي”، والذي جسده “يوسف وهبي”، غير راضي عن إعجاب ابنته بأبن خالتها، ومعجب بشخصية أبن أخيه “حسين”، لهذا وحتى يلفت انتباه ابنته له، يبدأ في تحويله ظاهريا إلى شخصية شاب “دنجوان”، وبهذه الحيلة استطاع أن يجذب انتباه ابنته، خاصة عندما  رسم خطة ماكرة ونشر إشاعة أن “حسين” على علاقة بالفنانة “هند رستم” الممثلة الشهيرة، وتتوالى الأحداث التى تدور فى إطار كوميدي راقي.

شهد هذا الفيلم ظهور خاطفا لوجه جديد اسمه “أمينة”، هذه الفتاة هى “أمينة حسن تحيمر” الزوجة الأولى للموسيقار “بليغ حمدي”، والتى جسدت دور واحدة من صديقات “سعاد حسني”، وعن ظروف دخولها المجال السينمائي قالت فى إحدى المجلات التى غطت كواليس تصوير الفيلم: التقيت بصديقي “عادل هيكل” حارس نادي الزمالك فى النادي الأهلي، الذى عرفني بدوره علي صديقه المنتج “جمال الليثي” الذى عرض علي العمل فى فيلم جديد يقوم بإنتاجه إسمه “إشاعة حب” بطولة “عمر الشريف” والوجه الجديد “سعاد حسني”، فقلت أجرب نفسي واستغل أوقات فراغي، فتمنى لها “المحرر” النجاح وتركته سعيدة، وانشغلت بتصوير دورها الصغير فى الفيلم.

لكن فى المونتاج حذفوا كثيرا من دورها، وأبقوا فقط على مشهدين،  وفى العرض الخاص حزنت “آمال” جدا لما حدث لها، وتوجهت بكامل زينتها مباشرة إلى صديقها الموسيقار الشهير”أنور منسي” تشكي له وهى قلقة وعصبية، فطيب خاطرها، ولم يتركها إلا وهى ضاحكة، وقال لها  وهو سعيد بانقشاع غشاوة الحزن: تعالي أسمعك مقطوعة جديدة، وتدفقت النغمات، وفى هذه اللحظة دخل “بليغ حمدي” ورأها وأعجب بها وتزوجها.

تناول الناقد السينمائي الكبير الراحل “سامي السلاموني”  هذا الفيلم بالنقد فى مجلة “فن” عام 1990، حيث قال: السينما المصرية لا تتصور أبدا أن مصر ليست القاهرة، وأن عشرات المدن الكبيرة والصغيرة الأخرى يمكن أن تكون لهم مشاكلهم ورغباتهم وأحزانهم ومسراتهم، وفي الحالات النادرة فقط التى تجرؤ فيها الكاميرا على مغادرة قصور وديكورات أو كباريهات القاهرة، تكون الموضوعات عن الفلاحين مثلا، فترى السينما أنه سيكون غريبا نوعا ما أن يتم تصوير الفلاحين أيضا بحقولهم فى القاهرة.

ولكن فى “إشاعة حب” تقع الأحداث كلها في بورسعيد وهى مدينة صغيرة نسبيا ولكنها مهمة جدا لأنها تقوم علي ثاني أهم ميناء مصري بعد الأسكندرية، وكان يمكن أن تستخلص منها السينما موضوعات شيقة ومختلفة عن طبيعة مجتمع مغلق يقوم في الوقت نفسه على التجارة وتبادل العلاقات والخدمات مع جنسيات من كل العالم، فأفلام المواني من أغنى وأخصب الأفلام بالموضوعات والأحداث في سينما العالم كله، ولكن الميناء فى الميناء المصري هو مجرد ” نزوة” تخطر للمخرج لصنع مشهد أو مشهدين عن إنزال شحنة ما من مركب تنتظرها العصابة غالبا!.

لكن “فطين عبدالوهاب” يصور فيلمه بالكامل في بورسعيد من دون أي عصابات وإنما مجرد مجتمع ضيق ومغلق بحيث يصبح ممكنا أن تصبح العلاقات معروفة وتحت أبصار الجميع، وبحيث تتولد الإشاعة وتنتشر بأكثر مما تضيع في القاهرة، باستثناء ذلك لا تختلف أحداث الفيلم في بورسعيد عنها في القاهرة، ووسط الجو الكوميدي الظريف الذي تدور فيه الأحداث، والذي أجاد صنعه “فطين عبدالوهاب” كعادته يقول الفيلم مقولة مهمة جدا أيضا عن تفكير الناس العقيم، فهم يحكمون على غيرهم حتى في مجالات العواطف حسب المظهر أيا كان خداعه، وبغض النظر عن قيمة الإنسان أو حقيقته فى ذاته، ومن يدعى البراعة أو “الفتاكة” فلابد أنه كذلك فعلا، أما المهذب المتواضع الذي “يمشي جنب الحيط” فلا يلتفت له أحد، بينما الشخص هو نفس الشخص لم يزد عليه أي شيئ، ولكن إذا كان على علاقة بأمرأة صارخة الجمال فأنه يصبح فجأة وسيما وجذابا في نظر الأخريات.

ومن ناحية أخرى فليس المهم جوهرك الحقيقي، وأنما ما يشاع عنك أو ما يكشف عن سره فجأة ومن دون أي تأكد من صحته، لأنه سرعان ما يشيع وينتشر، ولأن لدى الناس ميلا فطريا لاعتناق الإشاعات أو الفضائح وهم أحيانا أن لم يجدوها يخترعونها ثم يصدقونها بعد ذلك، وهذا الفيلم جماله ليس في حكى قصته ولكن فى مشاهدته، لأنه نموذج لتناول الموضوعات البسيطة في إطار من الكوميديا الراقية التى برع فيها مخرج فنان مثل “فطين عبدالوهاب”.

أفيش فيلم إشاعة حب

يقول الناقد السينمائي “سمير غريب” عن هذا الفيلم فى كتابه “فطين عبدالوهاب .. رائد الفيلم الكوميدي”: لم يكن موضوع الفيلم المغامرة الوحيدة التى خاضها “فطين” فقد غامر بما هو أصعب حيث أسند أدوار البطولة إلى أسماء لم يكن لها عهد بالكوميديا على رأسهم ملك الترجيديا “يوسف وهبي”، وفارس الرومانسية “عمر الشريف” بالإضافة إلى الوجه الجديد “سعاد حسني” التى كانت تقدم ثاني أو ثالث أفلامها للسينما، أما فطين نفسه كمخرج فقد فعل ما يريد، قدم كوميديا أبطالها أفراد الأسرة، تدور أحداثها فى البيوت، واستخدم الإضاءة العادية المنتشرة دون أية مؤثرات مبالغ فيها، صنع ضحكاته معتمدا على مواقف كوميدية مكتوبة لا على إفيهات أبطاله أو حركاتهم الكاريكاتيرية المحفوظة سابقا.


صور| لماذا أشهر عمر الشريف إسلامه مرتين؟

شاذ وأمه يهودية وظهر في حسن ومرقص.. حفيد عمر الشريف يُعلن انضمامه لمسلسل إسرائيلي


بإختصار قدم عملا كوميديا مسليا يمكن أن يلتف حوله كل أفراد الأسرة سواء داخل دار العرض أو أمام شاشة التليفزيون.


بحث

ADS

تابعنا

ADS