سمير غانم، تحل اليوم 20 مايو الذكرى الثانية لوفاة أسطورة الكوميديا وأخر ضوء من ثلاثي أضواء المسرح الفنان الكبير سمير غانم.
وحفر الفنان الكبير سمير غانم، اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة المشاهد العربي، بأعمال ظلت خالدة بعد وفاته.
يمثل “سمورة” حالة شديدة الخصوصية في عالم الكوميديا والفوازير، ويتفق العديد من النقاد على أنه فنان صنعته الفطرة، و”كوميديان” ترافقه الابتسامة، وكأنها جزء من ملامحه، فمن يكون سمير غانم الذي تحل ذكرى وفاته 20 مايو.
سمير غانم
اسمه بالكامل سمير يوسف غانم، ومن مواليد 15 يناير 1937، بمنطقة عرب الأطاولة، بمحافظة أسيوط، تمنت له الأسرة أن يكون ضابطا، أسوة بوالده، ورغم التحاقه بكلية الشرطة لم يكتب له التوفيق في هذا المجال، حيث رسب في عامه الأول، وتكرر الأمر في العام الثاني، لذا هجر الشرطة، والتحق بكلية الزراعة.
وعلى مسرح الجامعة، برزت موهبته الفنية ومن خلال المشاركة في عدد من العروض الفنية، نشأت بينه ووحيد سيف وعادل نصيف علاقة صداقة قوية، وفكر هذا الثلاثي الموهوب في تكوين فرقة مسرحية، إلا أنّ الفكرة لم تتحول لواقع ملموس بسبب العائد المادي، وعدم وجود منتج متحمس للفكرة.
ثلاثي أضواء المسرح
لم يفقد سمير غانم الأمل في تكوين فرقة مسرحية، وعندما تعرف على الضيف أحمد وجورج سيدهم أقنعهم بالفكرة، وبالفعل تم تأسيس فرقة ثلاثي أضواء المسرح، والتي قدمت عرضها الأول سنة 1964، وحمل عنوان “طبيخ الملايكة”
حققت فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” نجاحا لافتا، لكن لم تستمر كثيرا، إذ خطف الموت الضيف أحمد، وقرر جورج سيدهم العمل في المسرح منفردا، وانتقل سمير غانم إلى السينما والدراما التلفزيونية.
شارك سمير غانم في بطولة 150 فيلما أشهرها “30 يوم في السجن، وأميرة حبي أنا، والبنات عايزة إيه، وإحنا بتوع الإسعاف، والمجانين الثلاثة، منتهى الفرح، والقاهرة في الليل، وحب على شاطىء ميامي، وإضراب الشحاتين، والعميل 77، وأهلا يا كابتن، ولاد الحلال”، وتألق أيضا على شاشة التلفزيون، وقدم 70 مسلسلا أبرزها “كابتن جودة، أهلا فطوطة، حكاية ميزو، الكبير أوي، ناس بالمقلوب، تركة جدو، رجل شريف جدا”.
كما قدم على خشبة المسرح العديد من العروض الرائعة، والتي حققت وقت عرضها نجاحا كبيرا مثل “المتزوجون، فارس وبني خيبان، أخويا هايص وأنا لايص، الأستاذ مزيكا، صفقة بمليون دولار”، بالإضافة إلى براعته في تقديم فوازير رمضان، والتي تألق من خلالها في تجسيد شخصية (فطوطة).
تزوج أسطورة الكوميديا 3 مرات، كانت الأولى من سيدة صومالية، وحدث الانفصال بعد 3 شهور، ثم تزوج من امرأة من خارج الوسط الفني، وحدث الانفصال بعد أسبوع بسبب اختلاف الطباع، أما الزيجة الثالثة والأخيرة كانت من الفنانة دلال عبدالعزيز.
وكشف الراحل عن بداية قصة حبه بالفنانة دلال عبد العزيز ، وذلك فى احدي البرامج التليفزيونية ، حيث قال عنها : هي إمراة قوية وريفية من الزقازيق، ومتواضعة، وبنت ناس.
و أشار إلى بداية معرفته بها، لافتًا إلى ظروف ساعدت على ارتباطه بـ دلال عبد العزيز، وهى وفاة شقيقه، ووقوفها بجانبه بقوة في تلك الفترة، بعدها نمت العلاقة طول فترة عملهما في مسرحية “أهلا يا دكتور” حتى تزوجا.
وتابع سمير غانم، أنه حذر ” دلال ” قبل أن يتزوجها ، من أنه أكبر منها في العُمر بحوالي 20 عامًا، ولكن هي لم تتردد وأصرت على الزواج منه وقالت له: “انا موافقة ملكش دعوة”، مؤكدًا أنها تحبه للغاية، وظهر ذلك بعد زواجهما، وخاصة بعد أن أنجبت “دُنيا”، معقباُ: “جاءت دنيا قلبت كياني”.
وحكت الفنانة دلال عبد العزيز انها كانت تطارد زوجها فى بعض الاوقات قبل زواجهما بسبب حبها الشديد له ، مؤكدة ان احد الفنانين نصحه بالزواج منها حتي يتخلص من مطاردته لها، وأثمرت الزيجة عن إنجاب “دنيا وإيمي”.
أصيب الفنان الكبير سمير غانم في أيامه الأخيرة بفيروس كورونا، وعلى أثره فقد القدرة على التنفس، وتم حجزه في غرفة الرعاية المركزة، وتطورت حالته بشكل سريع وارتبكت وظائف الكلى، وفي 20 مايو مات أسطورة الكوميديا، وانتهت رحلة فنان عظيم، أضحك الملايين.
ورحلت الفنانة دلال عبد العزيز بعد اصابتها بفيروس كورونا بعد اسابيع قليلة من وفاة زوجها سمير غانم دون ان تعلم بوفاته.
