داليدا، تحل اليوم 3 مايو، ذكرى رحيل المطربة داليدا، وهي مطربة مطرية من أصل إيطالي، وُلِدت في 17 يناير عام 1933، في حي شبرا بالقاهرة، قدمت العديد من الأغاني “الإنجليزية، الفرنسية، الأسبانية، الإيطالية، المصرية، الألمانية، العبرية”، بدأت حياتها بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر وفوزها بها سنة 1954.
لدى داليدا، أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة والحاصلة على الألقاب والأوسمة الكثيرة وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها لقب (The Medaille de la Presidence de la Republique) أو ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز.
ولكن رغم كل هذه النجاحات إلا أنها ماتت منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، وكان هذا في عام 1987، بعد أن تركت رسالة تحمل “سامحوني الحياة لم تعد تحتمل”، ودُفنت في مقابر المشاهير “Cimetiere de Montmartre” بباريس.
حلوة يا بلدي
«كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي، غنوة حلوة وغنوتين فاكرة يابلدي».. كلمات غنتها المطربة الإيطالية مصرية المولد داليدا في عام 1979، لتصبح منذ ذلك الوقت الأغنية الأكثر تعبيرًا عن اشتياق المغتربين لموطنهم.
الشهرة التي حظت بها الأغنية والتي لازالت تذاع حتى يومنا هذا عبر شاشات التلفاز، كتبها المطرب والملحن والمؤلف مروان سعادة، ليشرح فيها مشاعره بعد 15 سنة غربة، وليس كما يشاع أن من قام بكتابتها هو الشاعر الكبير صلاح جاهين.
وهي الأغنية الوحيدة التي كتبها باللغة العربية، وقال عنها في حوار صحفي :«كتبت كلمات الأغنية بعدما أصدرت 6 أسطوانات ناجحة جدًا، وكانت لي موسيقي تصويرية في عدد من الأفلام الفرنسية، وحصلت على الدكتوراة من السوربون، لكن قدام بلادي ولا أي حاجة ليها قيمة».
وأضاف سعادة في تصريحاته: «الغريب أن كثيرين لا يخطئون فقط في مؤلف الأغنية، لكنهم يعتقدون أيضًا أنها من ألحان بليغ حمدي، والحقيقة أنها لملحن فرنسي من أصل مصري اسمه «جيف بارنيل» قام بتلحين عدد كبير من الأغاني الفرنسية لداليدا».
داليدا وبليغ حمدي
وحسبما أكد كثيرون فإن بليغ حمدى هو من أقنع داليدا أن تغنى بالعربية، حيث التقى بها فى القاهرة أثناء تقديم حفلة غنائية وطلبت من بليغ أن يلحن لها مجموعة أغانٍ بشرط أن تكون كلمات الأغانى من النوع السهل، حيث إنها ضعيفة فى النطق باللغة العربية وأن تكون الكلمات خالية من حروف «غ، ض، خ» واتفق بليغ مع صلاح جاهين على كتابة الأغانى ولكن كتبها صلاح بأسلوب يصعب على داليدا نطقه ورفضت داليدا هذه الكلمات ولكنها اقتنعت بفكرة بليغ وهى الغناء بالعربية ونفذت الفكرة مع آخرين لتظهر أغانٍ «حلوة يا بلدى، وأحسن ناس»
ومن أشهر أغاني داليدا بالعربية
– أغنية «أحسن ناس»
وهي من إنتاج عام 1979، ومن كلمات صلاح جاهين، وألحان سمير حبيب.
– أغنية «حلوة يا بلدي»
وهي من إنتاج عام 1979، ومن كلمات مروان سعادة، ألحان بليغ حمدي.
– أغنية «سالمة يا سلامة»
وهي من إنتاج عام 1977، ومن كلمات بديع خيري، ومن ألحان سيد درويش.
– أغنية «يالا بينا يالا»
وهي من إنتاج عام 1979، ومن كلمات وألحان فلكلور نوبي.
– أغنية «أغانى أغانى»
وهي من إنتاج عام 1979، ومن كلمات صلاح جاهين، وألحان بليغ حمدي.
– أغنية «جميل الصورة»
وهي من إنتاج عام 1979، ومن كلمات صلاح جاهين، ومن ألحان جيف بارنيل.
معلومات عن داليدا
داليدا هي مطربة وممثلة إيطالية من أصل مصري، ولدت في 17 يناير 1933 باسم إيولاندا كرولوس. اشتهرت داليدا بأدائها المميز والقوي في مجال الموسيقى الفرنسية والإيطالية، وقد حققت نجاحا كبيرا في الفترة من الخمسينيات حتى السبعينيات.
ولدت داليدا في القاهرة، مصر، وبدأت حياتها المهنية كممثلة في مصر قبل أن تنتقل إلى فرنسا وتتحول إلى مطربة. أصدرت العديد من الأغاني الناجحة التي أحبها الجمهور العالمي، مثل “Bambino”، و”Paroles, paroles”، و”Laissez-moi danser”، وغيرها الكثير.
على الرغم من نجاحها الكبير، إلا أن حياة داليدا مرت بتحديات كبيرة، بما في ذلك العديد من العلاقات الشخصية المضطربة والمشاكل الصحية النفسية. في 3 مايو 1987، ودون أي سبب واضح، أقدمت داليدا على الانتحار في باريس عن عمر ناهز 54 عامًا.
رغم وفاتها المأساوية، لا تزال أغاني داليدا تعتبر أعمالا فنية كلاسيكية وتظل تؤثر على العديد من الأجيال اللاحقة في العالم العربي وفرنسا وخارجهما.
داليدا والسينما
عاشت الطفلة يولندا بدايات صعبة بحي شبرا بسبب عصبية والدها وتزمته ووالدتها المحافظة وقد فرضا عليها رقابة صارمة ولكنها ارتبطت في فترة المراهقة بفتى إيطالي من شبرا اسمه أرماندو وكان الحب الأول في حياتها.
بعد وفاة والدها، الذي كان يعمل عازفا للكمان، عملت سكرتيرة على الآلة الكاتبة بشركة أدوية لتساعد والدتها التي عملت الخياطة. وقد تحايلت في ذلك الوقت على والدتها حتى استطاعت المشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر وفازت بها عام 1951.
وغضبت الأم لرؤية صور ابنتها على أغلفة المجلات بلباس البحر ولكنها تراجعت عن هذا الموقف لاحقا.
واختارت يولندا لنفسها اسم شهرة هو دليلة نظرا للشبه بينها وبين الممثلة هايدي لامار بطلة فيلم شمشون ودليلة.
وبسبب الشبه بينها وبين ممثلة أخرى هي جوان كولينز اشتركت في تصوير فيلم أمريكي في الأقصر هو “يوسف وأخوته” كبديلة في بعض المشاهد لكولينز وكان قد تم اختيارها بسبب وجودها صدفة في الاستوديو، وهناك التقت بممثل صغير كان يبحث عن فرصة أيضا هو عمر الشريف.
وظهرت بعد ذلك في عدة أفلام في أدوار بسيطة منها منها “ارحم دموعي” و”الظلم حرام” و”سيجارة وكأس” وكان آخر فيلم تظهر فيه قبل هجرتها إلى فرنسا عام 1954 لتعود بعد ذلك عام 1986 في فيلم يوسف شاهين “اليوم السادس” الذي جسدت فيه دور فلاحة مصرية.
في باريس فشلت داليدا في الحصول على فرصة في التمثيل ففكرت في العودة إلى مصر، ولكنها التقت برجل يدعى رولند برغر أقنعها بالتحول للغناء فقام بتدريبها وبدأت تغني على المسارح وفي هذه الفترة غيرت اسمها.
فقد التقت بمساعد المخرج الأمريكي الذي عملت معه في مصر فقال لها ان اسم دليلة يبدو غريبا وعدوانيا ففكرت في المزج بين الاسمين دليلة ويولندا فكانت النتيجة داليدا.
كانت أغنية بامبينو عام 1965 هي بدايتها مع الشهرة العالمية فقد احتلت هذه الأغنية الصدارة لأسابيع عديدة.
وقدمت داليدا في حياتها الفنية نحو ألف أغنية بتسع لغات هي العربية والعبرية والإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والهولندية والتركية.
ونظرا لغنائها بالعبرية في إسرائيل عام 1965 ظهرت مزاعم تقول إن جدها كان يهوديا من الجزائر وهو الأمر الذي نفاه من يعرفها ويعرف أسرتها حيث كانت تتردد على الكنيسة في شبرا.
ومن أبرز أغانيها ولعلها الأشهر باللغة العربية أغنية “حلوة يا بلدي”
تزوجت داليدا من لوسين موريس ثم طلقا بعد عدة أشهر وقد حاول طليقها الانتحار بعد ذلك بعدة سنوات لرفضها العودة إليه.
وارتبطت بقصة حب عنيفة بالرسام جان سوبيسكي الذي انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه عام 1961.
وفي عام 1967 ارتبطت بقصة حب مع شاب إيطالي صغير هو لويغي تنكو وكان مغنيا ولدى فشله في الفوز بجائزة في أحد المهرجانات انتحر بالرصاص فحاولت هي الأخرى الانتحار وفشلت.
وبعد ذلك أحبت شابا آخر يدعى لوسيو ولقي هو الآخر حتفه منتحرا وكان يصغرها بـ 12 عاما.
وكانت علاقتها بهذا الشاب قد أسفرت عن حملها ثم إجهاضها مما أدى لإصابتها بالعقم وضاعف ذلك من شعورها بالاكتئاب.
وفي السبعينيات عاشت قصة حب قوية مع مغن شاب يدعى مايك برانت انتحر عام 1975.
وفي 3 مايو عام 1987 نجحت محاولتها في الانتحار هذه المرة بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة تاركة وراءها إرثا فنيا وإنسانيا فريدا ورسالة تقول: “الحياة صارت لا تحتمل، سامحوني”.